نرحب بكم في كلية الصيدلة، جامعة القاهرة، هذا الصرح الجامعى العريق الذي يجمع بين إرثٍ مجيد وحاضرٍ واعدٍ، ويسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق. فمنذ تأسيسها قبل ما يقارب قرنين من الزمان، أضحت الكلية منارة ومركزًا رياديًا في التعليم الصيدلي، إذ أسهمت في إعداد كفاءات متميزة من الباحثين والمبتكرين يمتد أثرهم ليعبر حدود مصر إلى العالم بأسره.
إن الرؤية التي تحكم مسيرتنا تمزج بين الأصالة الراسخة وطموحات المستقبل. فتراثنا العريق يُشكِّل أساسًا قويًا نبني عليه، وتطلعاتنا المستقبلية هي ما يدفعنا إلى مواجهة التحديات المتزايدة في مجالات الرعاية الصحية وعلوم الصيدلة. هذه التحديات، وإن بدت معقدة، هي في جوهرها فرصً واعدة للإبداع والابتكار والريادة.
في هذا الصرح التعليمي العريق، يتجاوز التعليم حدود المعرفة المجردة، فهو عملية شاملة يتجلى فيها غرس القيم الأخلاقية، وتنمية التفكير النقدي، وإعداد قادة قادرين على صناعة التأثير، فبرامجنا الأكاديمية لا تقتصر على تأهيل الطلاب لمواكبة متطلبات الحاضر فحسب، بل تمدهم بالثقة للابتكار في تشكيل المستقبل، مرتكزين على أسس تشدد على التعلم المستمر لمواكبة عالم سريع التغير.
وجوهر رسالتنا وأحد أهم ركائزها هو البحث العلمي، ففي مختبرات الكلية وقاعاتها الدراسية، تتحول الأفكار إلى اكتشافات علمية تسهم في دفع عجلة التقدم في علوم الصيدلة والصحة العامة نحو التقدم على المستوى العالمي. نحن في كلية الصيدلة نؤمن بأن الفضول العلمي هو الوقود الذي يُحرّك عجلة الابتكار، ونسعى من خلال التعاون متعدد التخصصات إلى تقديم حلول مبتكرة لمواجهة أكثر التحديات العلمية والصحية إلحاحًا.
وفي رؤيتنا المستقبلية، يظل النمو والتطور في مقدمة أولوياتنا، سواء على كلا المستويين المؤسسي والمجتمعي. ومن خلال شراكاتنا المثمرة مع القطاع الصناعي وتحالفاتنا الأكاديمية مع المؤسسات التعليمية والبحثية ومبادراتنا المجتمعية، نعمل على تعظيم أثر الكلية وتوسيع دائرة تأثيرها. كما أننا ملتزمون بقيادة مبادرات تُعنى بأولويات الصحة العامة، وتعزيز الاستدامة، ورسم مسارات جديدة تدمج بين التعليم والصناعة، إيمانًا منا بأن دورنا يمتد إلى خدمة المجتمع وإحداث التغيير الإيجابي.
حقاً كلية الصيدلة أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية عريقة، فهي كيان نابض بالحياة، ينمو ويتطور باستمرار، ويشكل مجتمعًا متماسكًا يُجمع على رؤية واحدة ويُحفّزه طموحٌ لا حدود له، والانتماء إلى هذا الكيان يعني أن تكون جزءًا من إرثٍ عريق ومستقبلٍ زاخر بالوعود.
حقاً كلية الصيدلة أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية عريقة، فهي كيان نابض بالحياة، ينمو ويتطور باستمرار، ويشكل مجتمعًا متماسكًا يُجمع على رؤية واحدة ويُحفّزه طموحٌ لا حدود له، والانتماء إلى هذا الكيان يعني أن تكون جزءًا من إرثٍ عريق ومستقبلٍ زاخر بالوعود.
أ/د دينا رفيق أبو حسين